فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو الأوتاد}.
اعلم أنه تعالى لما ذكر في الجواب عن شبهة القوم أنهم إنما توانوا وتكاسلوا في النظر والاستدلال، لأجل أنهم لم ينزل بهم العذاب، بيَّن تعالى في هذه الآية أن أقوام سائر الأنبياء هكذا كانوا ثم بالآخرة نزل ذلك العقاب، والمقصود منه تخويف أولئك الكفار الذين كانوا يكذبون الرسول في إخباره عن نزول العقاب عليهم، فذكر الله ستة أصناف منهم أولهم قوم نوح عليه السلام ولما كذبوا نوحًا أهلكهم الله بالغرق والطوفان والثاني: عاد قوم هود لما كذبوه أهلكهم الله بالريح والثالث: فرعون لما كذب موسى أهلكه الله مع قومه بالغرق والرابع: ثمود قوم صالح لما كذبوه فأهلكوا بالصيحة والخامس: قوم لوط كذبوه بالخسف والسادس: أصحاب الأيكة وهم قوم شعيب كذبوه فأهلكوا بعذاب يوم الظلة، قالوا: وإنما وصف الله فرعون بكونه ذا الأوتاد لوجوه الأول: أن أصل هذه الكلمة من ثبات البيت المطنب بأوتاده، ثم استعير لإثبات العز والملك قال الشاعر:
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ** في ظل ملك ثابت الأوتاد

قال القاضي حمل الكلام على هذا الوجه أولى لأنه لما وصف بتكذيب الرسل، فيجب فيما وصف به أن يكون تفخيمًا لأمر ملكه ليكون الزجر بما ورد من قبل الله تعالى عليه من الهلاك مع قوة أمره أبلغ والثاني: أنه كان ينصب الخشب في الهواء وكان يمد يدي المعذب ورجليه إلى تلك الخشب الأربع، ويضرب على كل واحد من هذه الأعضاء وتدًا، ويتركه معلقًا في الهواء إلى أن يموت والثالث: أنه كان يمد المعذب بين أربعة أوتاد في الأرض ويرسل عليه العقارب والحيات والرابع: قال قتادة كانت أوتادًا وأرسانًا وملاعب يلعب بها عنده.
والخامس: أن عساكره كانوا كثيرين، وكانوا كثيري الأهبة عظيمي النعم، وكانوا يكثرون من الأوتاد لأجل الخيام فعرف بها.
والسادس: ذو الأوتاد والجموع الكثيرة، وسميت الجموع أوتادًا لأنهم يقرون أمره ويشدون مملكته كما يقوي الوتد البناء.
وأما الإيكة فهي الغيضة الملتفة.
ثم قال تعالى: {أُوْلَئِكَ الأحزاب} وفيه أقوال الأول: أن هؤلاء الذين ذكرناهم من الأمم هم الذين تحزبوا على أنبيائهم فأهلكناهم، فكذلك نفعل بقومك، لأنه تعالى بيَّن بقوله: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} [ص: 11] أن قوم محمد صلى الله عليه وسلم جند من الأحزاب، أي من جنس الأحزاب المتقدمين، فلما ذكر أنه عامل الأحزاب المتقدمين بالإهلاك كان ذلك تخويفًا شديدًا لقوم محمد صلى الله عليه وسلم الثاني: أن معنى قوله: {أُوْلَئِكَ الأحزاب} مبالغة لوصفهم بالقوة والكثرة، كما يقال فلان هو الرجل، والمعنى أن حال أولئك الأحزاب مع كمال قوتهم لما كان هو الهلاك والبوار، فكيف حال هؤلاء الضعفاء المساكين.
واعلم أن هؤلاء الأقوام إن صدقوا بهذه الأخبار فهو تحذير، وإن لم يصدقوا بها فهو تحذير أيضًا، لأن آثار هذه الوقائع باقية وهو يفيد الظن القوي فيحذرون، ولأن ذكر ذلك على سبيل التكرير يوجب الحذر أيضًا ثم قال: {إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرسل فَحَقَّ عِقَابِ} أي كل هذه الطوائف لما كذبوا أنبياءهم في الترغيب والترهيب، لا جرم نزل العقاب عليهم وإن كان ذلك بعد حين، والمقصود منه زجر السامعين، ثم بين تعالى أن هؤلاء المكذبين وإن تأخر هلاكهم فكأنه واقع بهم فقال: {وَمَا يَنظُرُ هَؤُلاء إِلاَّ صَيْحَةً واحدة مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} وفي تفسير هذه الصيحة قولان الأول: أن يكون المراد عذابًا يفجؤهم ويجيئهم دفعة واحدة، كما يقال صاح الزمان بهم إذا هلكوا قال الشاعر:
صاح الزمان بآل برمك صيحة ** خروا لشدتها على الأذقان

ويشبه أن يكون أصل ذلك من الغارة إذا عافصت القوم فوقعت الصيحة فيهم، ونظيره قوله تعالى: {فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ} [يونس: 102] الآية والقول الثاني: أن هذه الصيحة هي صيحة النفخة الأولى في الصور، كما قال تعالى في سورة يس {مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحدة تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصّمُونَ} [يس 49] والمعنى أنهم وإن لم يذوقوا عذابي في الدنيا فهو معد لهم يوم القيامة، فكأنهم بذلك العذاب وقد جاءهم فجعلهم منتظرين لها على معنى قربها منهم، كالرجل الذي ينتظر الشيء فهو ماد الطرف إليه يطمع كل ساعة في حضوره، ثم إنه سبحانه وصف هذه الصيحة فقال: {مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} قرأ حمزة والكسائي {فَوَاقٍ} بضم الفاء، والباقون بفتحها، قال الكسائي والفراء وأبو عبيدة والأخفش: هما لغتان من فواق الناقة.
وهو ما بين حلبتي الناقة وأصله من الرجوع، يقال أفاق من مرضه، أي رجع إلى الصحة، فالزمان الحاصل بين الحلبتين لعود اللبن إلى الضرع يسمى فواقًا بالفتح وبالضم، كقولك قصاص الشعر وقصاصه، قال الواحدي: والفواق والفواق إسمان من الأفاقة، والأفاقة معناها الرجوع والسكون كأفاقة المريض، إلا أن الفواق بالفتح يجوز أن يقام مقام المصدر، والفواق بالضم اسم لذلك الزمان الذي يعود فيه اللبن إلى الضرع، وروى الواحدي في البسيط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: «يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة الفزع، قال فيمدها ويطولها» وهي التي يقول: {مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} ثم قال الواحدي: وهذا يحتمل معنيين أحدهما: ما لها سكون والثاني: ما لها رجوع، والمعنى ما تسكن تلك الصيحة ولا ترجع إلى السكون، ويقال لكل من بقي على حالة واحدة، إنه لا يفيق منه ولا يستفيق، والله أعلم.
قوله تعالى: {وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحساب اصبر على مَا يَقُولُونَ واذكر عَبْدَنَا داود ذَا الأيد إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
اعلم أنا ذكرنا في تفسير قوله: {وَعَجِبُواْ أَن جَاءهُم مٌّنذِرٌ مّنْهُمْ وَقَالَ الكافرون هذا ساحر كَذَّابٌ} [ص: 4] أن القوم إنما تعجبوا لشبهات ثلاثة أولها: تتعلق بالإلهيات، وهو قوله: {أَجَعَلَ الآلهة إلها واحدا} والثانية: تتعلق بالنبوات، وهو قوله: {أأنزل عَلَيْهِ الذكر مِن بَيْنِنَا} [ص: 8] والثالثة: تتعلق بالمعادة، وهو قوله تعالى: {وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحساب} وذلك لأن القوم كانوا في نهاية الإنكار للقول بالحشر والنشر، فكانوا يستدلون بفساد القول بالحشر والنشر على فساد نبوته، والقط القطعة من الشيء لأنه قطع منه من قطه إذا قطعه ويقال لصحيفة الجائزة قط، ولما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعد المؤمنين بالجنة، قالوا على سبيل الاستهزاء: عجل لنا نصيبنا من الجنة، أو عجل لنا صحيفة أعمالنا حتى ننظر فيها. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ العزيز الوهاب} قيل: أم لهم هذا فيمنعوا محمدًا عليه السلام مما أنعم اللّه عز وجل به عليه من النبوة.
و أم قد ترد بمعنى التقريع إذا كان الكلام متصلًا بكلام قبله؛ كقوله تعالى: {الم تَنزِيلُ الكتاب لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ العالمين أَمْ يَقُولُونَ افتراه} [السجدة: 1- 3] وقد قيل إن قوله: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} متصل بقوله: {وعجبوا أَن جَاءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ} [ص: 4] فالمعنى أن اللّه عز وجل يرسل من يشاء؛ لأن خزائن السموات والأرض له {أَمْ لَهُم مٌّلْكُ السماوات والأرض وَمَا بَيَنَهُمَا} أي فإن ادعوا ذلك {فَلْيَرْتَقُواْ في الأسباب} أي فليصعدوا إلى السموات، وليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على محمد.
يقال: رَقِيَ يَرْقَى وارتقى إذا صَعِد.
ورَقَى يَرْقِي رَقْيًا مثل رَمَى يَرْمي رَمْيًا من الرُّقْية.
قال الربيع بن أنس: الأسباب أرقّ من الشَّعر وأشدّ من الحديد ولكن لا ترى.
والسبب في اللغة كل ما يوصل به إلى المطلوب من حبل أو غيره.
وقيل: الأسباب أبواب السموات التي تنزل الملائكة منها؛ قاله مجاهد وقتادة.
قال زهير:
ولَوْ رَامَ أسبابَ السماءِ بِسُلَّم

وقيل: الأسباب السموات نفسها؛ أي فليصعدوا سماء سماء.
وقال السدي: {في الأَسْبَابِ} في الفضل والدين.
وقيل: أي فليعلوا في أسباب القوّة إن ظنوا أنها مانعة.
وهو معنى قول أبي عبيدة.
وقيل: الأسباب الحبال؛ يعني إن وجدوا حبلًا أو سببًا يصعدون فيه إلى السماء فليرتقوا؛ وهذا أمر توبيخ وتعجيز.
ثم وعد نبيّه صلى الله عليه وسلم النصر عليهم فقال: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ} {ما} صلة وتقديره هم جند، ف {جُنْدٌ} خبر ابتداء محذوف.
{مَهْزُومٌ} أي مقموع ذليل قد انقطعت حجتهم؛ لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا.
ويقال: تهزّمت القربة إذا انكسرت، وهزمتُ الجيش كسرته.
والكلام مرتبط بما قبل؛ أي {بَلِ الذين كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} وهم جند من الأحزاب مهزومون، فلا تغمك عزتهم وشقاقهم، فإني أهزم جمعهم وأسلب عزهم.
وهذا تأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وقد فُعِل بهم هذا في يوم بدر.
قال قتادة: وعد اللّه أنه سيهزمهم وهم بمكة فجاء تأويلها يوم بَدْر.
و{هُنَالِكَ} إشارة لبدر وهو موضع تحزُّبهم لقتال محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل: المراد بالأحزاب الذين أتوا المدينة وتحزبوا على النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقد مضى ذلك في الأحزاب.
والأحزاب الجند، كما يقال: جند من قبائل شتّى.
وقيل: أراد بالأحزاب القرون الماضية من الكفّار.
أي هؤلاء جند على طريقة أولئك؛ كقوله تعالى: {فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مني} [البقرة: 249] أي على ديني ومذهبي.
وقال الفراء: المعنى هم جندٌ مغلوب؛ أي ممنوع عن أن يصعد إلى السماء.
وقال القتبي: يعني أنهم جند لهذه الآلهة مهزوم، فهم لا يقدرون على أن يدّعوا الشيء من آلهتهم، ولا لأنفسهم شيئًا من خزائن رحمة اللّه، ولا من ملك السمواتِ والأرض.
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} ذكرها تعزية للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية له؛ أي هؤلاء من قومك يا محمد جندٌ من الأحزاب المتقدّمين الذين تحزَّبوا على أنبيائهم، وقد كانوا أقوى من هؤلاء فأهلكوا.
وذكر اللّه تعالى القوم بلفظ التأنيث، واختلف أهل العربية في ذلك على قولين: أحدهما أنه قد يجوز فيه التذكير والتأنيث.
الثاني أنه مذكر اللفظ لا يجوز تأنيثه، إلا أن يقع المعنى على العشيرة والقبيلة، فيغلب في اللفظ حكم المعنى المضمر تنبيهًا عليه؛ كقوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ} [عبس: 11 12] ولم يقل ذكرها؛ لأنه لما كان المضمر فيه مذكرًا ذكره؛ وإن كان اللفظ مقتضيًا للتأنيث.
ووصف فرعون بأنه ذو الأوتاد.
وقد اختلف في تأويل ذلك؛ فقال ابن عباس: المعنى ذو البناء المحكم.
وقال الضحاك: كان كثير البنيان، والبنيان يسمى أوتادًا.
وعن ابن عباس أيضًا وقتادة وعطاء: أنه كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يُلْعَب له عليها.
وعن الضحاك أيضًا: ذو القوّة والبطش.
وقال الكلبي ومقاتل: كان يعذِّب الناس بالأوتاد، وكان إذا غضب على أحد مدّه مستلقيًا بين أربعة أوتاد في الأرض، ويرسل عليه العقارب والحيات حتى يموت.
وقيل: كان يشبح المعذب بين أربع سوارٍ؛ كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه وَتَد من حديد ويتركه حتى يموت.
وقيل: ذو الأوتاد أي ذو الجنود الكثيرة فسميت الجنود أوتادًا؛ لأنهم يقوّون أمره كما يقوّي الوتد البيت.
وقال ابن قتيبة: العرب تقول هم في عزّ ثابت الأوتاد، يريدون دائمًا شديدًا.
وأصل هذا أن البيت من بيوت الشَّعر إنما يثبت ويقوم بالأوتاد.
قال الأسود بن يَعْفُر:
ولقد غَنَوْا فيها بأنعَمِ عِيشةٍ ** في ظلِّ مُلْكٍ ثابِت الأوتادِ

وواحد الأوتاد وتِد بالكسر، وبالفتح لغة.
وقال الأصمعي: يقال وتَد واتِد كما يقال: شغل شاغل.
وأنشد:
لاقتْ على الماءِ جُذَيْلًا وَاتِدًا ** ولم يكن يُخْلِفُها المَوَاعِدَا

قال: شبَّه الرجل بالجِذْل.
{وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ} أي الغيضة.
وقد مضى ذكرها في الشعراء.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر: {لَيْكَةَ} بفتح اللام والتاء من غير همز.
وهمز الباقون وكسروا التاء.
وقد تقدّم هذا.
{أولئك الأحزاب} أي هم الموصوفون بالقوّة والكثرة؛ كقولك فلان هو الرجل.
{إِن كُلٌّ} بمعنى ما كل.
{إِلاَّ كَذَّبَ الرسل فَحَقَّ عِقَابِ} أي فنزل بهم العذاب لذلك التكذيب.
وأثبت يعقوب الياء في {عَذَابِي} و{عِقابِي} في الحالين وحذفها الباقون في الحالين.
ونظير هذه الآية قوله عز وجل: {وَقَالَ الذي آمَنَ يا قوم إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ الأحزاب مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ} [غافر: 31] فسمى هذه الأمم أحزابًا.
قوله تعالى: {وَمَا يَنظُرُ هؤلاءاء إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً} {يَنْظُرُ} بمعنى ينتظر؛ ومنه قوله تعالى: {انظرونا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ} [الحديد: 13].
{هؤلاء} يعني كفار مكة.
{إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً} أي نفخة القيامة.
أي ما ينتظرون بعد ما أصيبوا ببدر إلا صيحة القيامة.
وقيل: ما ينتظر أحياؤهم الآن إلا الصيحة التي هي النفخة في الصور، كما قال تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً} [يس 49] وهذا إخبار عن قرب القيامة والموت.
وقيل: أي ما ينتظر كفار آخر هذه الأمة المتديِّنين بدين أولئك إلا صيحة واحدة وهي النفخة.